أصبح العالم بعد مرحلة كورونا يميل إلى العالم الافتراضي بدل من العالم الحقيقي وقد أثر هذا تأثيرا سلبيا كبيرا جدا على أبنائنا فأصبحوا متعلقين ومدمنين على الانترنت مما يجعلنا كأولياء ومربين ننتبه إلى ناقوس الخطر الذي هو انسحابهم من أحضاننا وقيمنا إلى المحيط الأزرق و ما فيه من تماسيح و اسماك القرش.
قبل أن ندرس طرق التعامل مع أبنائنا المتعلقين بالإنترنت ينبغي أن نفهم ماهي أسباب تعلق الأطفال والكبار بها وفهم واقع أبنائنا.
لماذا يتعلق كل من الكبير والصغير بالإنترنت؟
لأن قنوات التواصل الاجتماعي صممت بطريقة علمية ذكية تلبي فيها حب الفضول والاكتشاف عند الطفل الصغير والإنسان الكبير وفق ميولاته واهتماماته وبطريقة جد جذابة ومغرية. فقد درسوا نفسية الانسان كيف يسعد بالانتصار وترتفع عنده كمية الدوبامين وهو هرمون السعادة في جسمه وكيف يشد انتباهه حتى تطول مدة المشاهدة والمتابعة ثم طبقوا آخر التقنيات وفق هذه العلوم و استعملوها لقضاء الإنسان أكبر عدد من الساعات أمام الانترنت و لا يشعر بالوقت ولا بالتعب. حتى يصبح مدمنا فلا يشعر بالجوع و لا النوم و كلما زادت مدة مشاهدته زاد تعلقه بها.
ما هو واقع أبنائنا؟
لابد من فهم واقع أبنائنا، فهم يعيشون في زمن كثرة المعلومات وتوصيل الأفكار والمفاهيم والعلوم إلى الإنسان عن طريق اللعب والتركيز على العالم الافتراضي والتقليل من أهمية العالم الحقيقي. أصبحت الانترنت سلاح ذو حدين فهي أداة ضرورية للدراسة والعمل والتواصل وفي نفس الوقت أداة خطيرة تقتل العلاقات وتسهل الانحراف وتعلم العادات السلبية من تضييع الوقت و غيرها فهل نحرم هذه الأداة على أبنائنا و نحرمهم من التعلم و الاكتشاف و نعزلهم عن العالم أم نتركهم يخوضوا ويجولوا و تعبث بهم التماسيح و يخنقهم الأخطبوط؟
للأسف ليست الصورة بهذه البساطة فلا يوجد لون أبيض أو أسود فقط فليس في الترك أو الحرمان بل الموضوع أكبر من هذا.
ما هو الحل لمشكلة تعلق الأبناء بالإنترنت؟
في ظل هذه المعلومات تقتضي منا الحكمة أن نغير أساليب التربية، فمن السهل أن نتذمر ، من السهل أن نطلق الأحكام عليهم و من السهل أن نستسلم و لكن كل هذه الطرق لا تؤدي بنا إلى مساعدة أبنائنا بل هذه المفاهيم تترك فجوة عميقة بيننا و بينهم حتى نصبح لا نعرفهم ولا يعرفوننا.
كيف نساعد أبناءنا على استعمال الأنترنت بطريقة حكيمة ؟
إليكم أهم الخطوات:
ينبغي توعية أبنائنا وتقديم محاضرات لهم باستمرار مع مختصين و خبراء في مجال تكنولوجيا الانترنت و الحرص على اقناعهم بالنقاط التالية :
- الإشارة إلى حساسية العالم الافتراضي فما هو ممنوع في العالم الواقعي هو أيضا ممنوع في العالم الافتراضي.
- ممنوع منعا باتا تقديم أي معلومات أو بيانات خاصة في الأنترنت
- ممنوع نشر أي صورة أو خبر عن شخص إلا بإذنه.
- عدم إضافة أي شخص إلى قائمة أصدقائه إذا كان لا يعرفه واقعيا.
- إذا تعرض إلى تحرش أو اعتداء أو تنمر فلابد أن يطلب المساعدة من والديه أو شخص كبير يثق فيه
- في الأخير أهم نصيحة أن نترك باب الحوار مع أبنائنا دائما و أبدا مفتوحا حتى يلجأوا إلينا و يشعروا بالأمان في اللحظات الخطيرة
- أن نكون قدوة لأبنائنا في الاستعمال الرشيد للأنترنت.
- لا نترك لهم الفراغ و نوفر لهم البدائل من اللعب معهم، المشاركة في الأعمال التطوعية
- الانضمام إلى المؤسسات الطفولية و الشبانية مثل الكشافة و تعلم مهارات جديدة.
- الانخراط في النوادي الرياضية لأن العقل السليم في الجسم السليم
بعد إنهائك لقراء المقال نرجو أن تكون قد استفدت منه يمكنك أيضا مشاهدة الفيديو على أسفل