إن لكل أسرة مخرجاتها كما أن لكل مصنع منتجاته التي نتجت من مواد أولية محددة ونظام عمل وفق بيئة من الماكينات ذات نظام خاص فإن لكل أسرة منتوجاتها التي تتمثل في أبنائها الذين يتميزون عن غيرهم لأنهم تربوا بأسلوب معين وبيئة معينة و تغذوا بجملة مشاعر معينة ونظام وروتين معين وفق علاقة بين والدين محددة مما ينتج نمط معين من التربية.
لذلك إذا أردنا تصنيف أنواع التربية نقول أن هناك ثلاث أنواع من التربية وهي :
النمط الأول: الأسرة المدللة
يعتمد الوالدان في هذه الأسرة على الحرية الكاملة للأطفال بدون وجود الحدود ولا نظام ولا روتين، مواعيد الأكل غير محددة، توزيع المهام غير محدد، كل من في الأسرة له الحرية أن يقوم بما يريد يأكل متى أراد ينام وقت ما يريد يلبس ما يريد.
ما هو السبب وراء هذا النمط من التربية؟
هناك عاملين، العامل الأول أن والدا هذه الأسرة قد عاشوا في أسرة متسلطة ولا يريدون أن يكرروا هذا النمط من القسوة مع أبنائهم. العامل الثاني أن الأولياء نشؤوا في أسرة مدللة يشعرون بالعجز أمام تحديات أبنائهم فلا يعرفون كيف يتصرفون فلم تمر بهم تجربة من الحزم فيستسلمون في وضع النظام.
ما هي نتيجة هذا النمط من التربية؟
ينتج هذا النمط أبناء لا يتحملون المسؤولية ولا يستطيعون مواجهة التحديات بفعالية. يشعرون بقساوة الحياة وأنهم ضحية من حولهم لأنهم لم يحصلوا على ما يتمنوه و لم يتعلموا النظام والالتزام بواجباتهم وتحمل مسؤولياتهم فيصبحوا بذلك عبء على من حولهم.
النمط الثاني: الأسرة القاسية
يؤمن الأولياء في هذه الأسرة بالانتقاد والمقارنة كأسلوب في التربية ورفع سقف التوقع مع أبنائهم ويلومونهم إذا لم يصلوا إلى ذلك الهدف المطلوب ويتحسرون إذا فشلوا في أبسط شيء. يستعملون أسلوب المباغتة والتحقيق للوصول إلى الحقيقة حتى لا يتهرب أي فرد من العقوبة. نيتهم من استعمال هذا الأسلوب حسب رأيهم هو أن يربوا تربية صحيحة ويصبح أبناءهم مسؤولين ويحضرونهم لمستقبل سعيد.
ما هو السبب وراء هذا النمط من التربية؟
ولد هؤلاء الأولياء في أسرة قاسية فهم يكررون نفس الأساليب مع أولادهم ولا يعرفون ولا يؤمنون بوجود نمط أكثر فعالية من هذا الأسلوب بالنسبة لهم هذا الأسلوب أسرع وأجدى لتحقيق النتائج
ما هي نتيجة هذا النمط من التربية؟
للأسف ينتج من هذا الأسلوب ونمط التربية أبناء يعانون من الإيمان بقدراتهم فلا يثقون في أنفسهم ويشعرون أنهم لا يستطيعون رغم قدراتهم ولا يحاولون مهما كانت المغريات. يعتمدون على الآخرين في اتخاذ قراراتهم.
النمط الثالث: الأسرة الحازمة
يعتمد الأولياء في هذه الأسرة على أسلوب الحزم في تربيتهم للأبناء. وهو أسلوب ما بين القسوة و الدلال يعتمد على وضع القوانين و ضبط الحدود و النظام. توضح القوانين للأبناء كما توضح لهم عواقب كسر هذه القوانين وما يترتب عنه، ويحرص الأولياء على تطبيقها و تكون العواقب مرتبطة بالنظام الذي تم اختراقه وتكون العقوبات مناسبة لحجم الخطأ مع عدم المساس بشخصية الطفل مثل تحقيره أو مقارنته أو توبيخه و الحوافز أيضا مناسبة للجهد و غير مبالغ فيها.
ما هو السبب وراء هذا النمط من التربية؟
هذا الأسلوب يكون نتيجة تنشئة أحد الأولياء أو الاثنين في أسرة حازمة أو تعلم فنون التربية واجتهد في تطبيقها في الواقع.
ما هي نتيجة هذا النمط من التربية؟
يبني هذا الأسلوب في الطفل الشعور بالعزة والكرامة وروح المسؤولية و تقدير الذات و احترام الآخرين والإيمان بقدرات الإبن والإبداع واتخاذ القرارات بمفرده والمبادرة وهو الأسلوب الناجح ، التحدي الوحيد في هذا الأسلوب هو إلتزام الوالدين به و هذا يحتاج إلى جهد نفسي و صبر و طول النفس وعدم استعجال النتائج و لكن مردوديته مثمرة على المدى البعيد.
بعد إنهائك لقراء المقال نرجو أن تكون قد استفدت منه يمكنك أيضا مشاهدة الفيديو على أسفل